فجر نيوز –
أثارت لافتات ضخمة علقها مستوطنون إسرائيليون في عدة مناطق بالضفة الغربية المحتلة موجة غضب واستياء واسع في الأوساط الفلسطينية، حيث اعتُبرت هذه الخطوة بمثابة “تحريض واضح ودعوة مباشرة للتهجير القسري”.
وبحسب شهود عيان، ظهرت اللافتات على طرق رئيسية، خاصة على الطريق الواصل بين نابلس ورام الله، بالقرب من مستوطنة شيلو وحاجز زعترةالعسكري. وحملت اللافتات عبارات بارزة مثل: “لا مستقبل بفلسطين”، مرفقة بصور تعكس مشاهد نزوح جماعي لفلسطينيين، مما أعاد للأذهان مأساة التهجير التي شهدها قطاع غزة.
وتداول نشطاء فلسطينيون عبر منصات التواصل الاجتماعي صور هذه اللافتات، مؤكدين أنها تُمثل “تصعيدًا خطيرًا وتحريضًا واضحًا على تكرار سيناريو التهجير القسري الذي تعرض له أهالي غزة، وهذه المرة يستهدف سكان الضفة الغربية”.
في المقابل، أدان العديد من الفلسطينيين هذا التصعيد الجديد الذي يهدف إلى تعزيز سياسات الاستيطان والتهويد في الضفة المحتلة، مؤكدين أن مثل هذه الممارسات تندرج ضمن انتهاكات حقوق الإنسان واستفزاز المشاعر الفلسطينية.
يُذكر أن هذه اللافتات تأتي وسط تصاعد التوترات في الضفة الغربية، على وقع استمرار النشاط الاستيطاني وما يرافقه من ممارسات تهدف إلى فرض وقائع جديدة على الأرض.
تهجير ممنهج واستهداف ديموغرافي للفلسطينيين
في تعقيبه على تصاعد هذه الممارسات، أكد الخبير السياسي الفلسطيني سليمان بشارات أن “المجموعات الاستيطانية تعمل بالتوازي مع سياسة الحكومة الإسرائيلية، التي تهدف بشكل واضح إلى تهجير الفلسطينيين من أرضهم”.
وأوضح بشارات أن هذه الخطوات تأتي ضمن سياق تاريخي ممتد منذ نكبة عام 1948، حيث تم استخدام أساليب التهجير القسري، المجازر، والتضييق المستمر على الفلسطينيين، بهدف تقليص الوجود الفلسطيني داخل الأراضي المحتلة.
وأشار الخبير إلى أن هذه السياسة تنعكس في الصراع الديموغرافي القائم بين الاحتلال الإسرائيلي والفلسطينيين، حيث يسعى الاحتلال إلى فرض واقع جديد يكرس الهيمنة العددية والاستيطانية على الأرض.
وأضاف أن “المستوطنين يستغلون الجرائم والقتل الممنهج في قطاع غزة كوسيلة ضغط، لتخيير الفلسطينيين بين البقاء وسط آلة الدمار والإبادة، أو مواجهة التهجير القسري”. واعتبر بشارات أن هذا الخطاب الإسرائيلي المكثف يستهدف ترسيخ صورة ذهنية لدى الفلسطينيين مفادها أنه “لا مستقبل للحياة على أرض فلسطين”.
ورغم هذه السياسات، شدد بشارات على أن الفلسطينيين لا يزالون صامدين ومتشبثين بأرضهم، مؤكدًا أن هذا الصمود يعد ركيزة أساسية في مواجهة المخططات الإسرائيلية.
وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع سعي الحكومة الإسرائيلية لتكثيف الاستيطان في الضفة الغربية وفرض سيطرة المستوطنين على أكبر مساحة ممكنة من الأرض. وفي سياق متصل، صرّح وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، الثلاثاء الماضي، أن تل أبيب “لن تسمح بإقامة دولة فلسطينية”، ما يعكس توجهًا إسرائيليًا صريحًا نحو فرض سياسات الضم والتوسع الاستيطاني.
وفي ظل هذه الظروف، يتصاعد القلق الفلسطيني من استمرار الإجراءات الممنهجة الرامية إلى تغيير الواقع الجغرافي والديموغرافي للضفة الغربية المحتلة، في محاولة لدفع الفلسطينيين نحو الهجرة وطم